قال عليه الصلاة والسلام " أشقى الآخرين قاتلك يا علي "
حدث هذا اليوم: ابن ملجم يُهدم أركان دين محمد
خاص: التوافق | 30/08/2010 - 00:56
حدث هذا اليوم: ابن ملجم يُهدم أركان دين محمد
يقول سماحة الشيخ علي الكرواني العاملي في مقال له بعنوان " شركاء الجريمة: ابن ملجم والأشعث وقطام " أن ثلاثة من الخوارج , وهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، وهو من حمير وعداده في مراد ، وهو حليف بني جبلة من كندة والبرك بن عبد الله التميمي ، وعمرو بن بكير التميمي ، اجتمعوا بمكة وتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام, ومعاوية بن أبي سفيان, وعمرو بن العاص ، ليريحُنَّ العباد منهم , على حد وصفهم .
واضاف " فقال عبد الرحمن بن ملجم: أنا لكم بعلي بن أبي طالب ، وقال البرك: وأنا لكم بمعاوية ، وقال عمرو بن بكير: أنا أكفيكم عمرو بن العاص ، فتعاهدوا على ذلك وتعاقدوا وتوثقوا لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي سمى ويتوجه إليه حتى يقتله ، أو يموت دونه !
وتابع سماحته " فتعاهدوا ليلة سبع عشرة من شهر رمضان ، ثم توجه كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه , فقدم عبد الرحمن بن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج ، فكاتمهم ما يريد وكان يزورهم ويزورونه ، فزار يوماً نفراً من تيم الرباب فرأى امرأة منهم يقال لها قطام بنت شجنة بن عدي بن عامر بن عوف بن ثعلبة بن سعد بن ذهل بن تيم الرباب , لافتاً إلى أن الإمام عليٌّ عليه السلام قتل أباها وأخاها يوم نهروان.
وواصل " فأعجبته فخطبها فقالت: لا أتزوجك حتى تسمي لي ، فقال لا تسألينني شيئاً إلا أعطيتك ! فقالت: ثلاثة آلاف, وقتل علي بن أبي طالب ! فقال: والله ما جاء بيّ إلى هذا المصر إلا قتل علي بن أبي طالب ، وقد آتيتك ما سألت .
وقال سماحته " ولقي عبد الرحمن بن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن يكون معه ، فأجابه إلى ذلك ، وبات عبد الرحمن بن ملجم تلك الليلة التي عزم فيها أن يقتل علياً في صبيحتها ، يناجي الأشعث بن قيس الكندي في مسجده ، حتى كاد أن يطلع الفجر فقال له الأشعث: فضحك الصبح فقم ، فقام عبد الرحمن بن ملجم وشبيب بن بجرة ، فأخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التي يخرج منها الإمام علي عليه السلام" .
وذكر أن البعض من حضر ذلك قال" رأيت بريق السيف وسمعت قائلاً يقول لله الحكم يا علي لا لك ، ثم رأيت سيفاً ثانياً فضربا جميعاً ، فأما سيف عبد الرحمن بن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه ، وأما سيف شبيب فوقع في الطاق ، وسمعت علياً يقول لا يفوتنكم الرجل , وشد الناس عليهما من كل جانب ، فأما شبيب فأفلت ، وأخذ عبد الرحمن بن ملجم فأدخل على الإمام علي فقال: أطيبوا طعامه وألينوا فراشه ، فإن أعش فأنا أولى بدمه عفواً أو قصاصاً ، وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ).
واضاف سماحته" أن شبيب بن بجرة ، خرج هارباً فأخذه رجل فصرعه وجلس على صدره ، وأخذ السيف من يده ليقتله ، فرأى الناس يقصدون نحوه ، فخشي أن يعجلوا عليه فوثب عن صدره وخلاه ، وطرح السيف عن يده ففاته ، فخرج هارباً حتى دخل منزله ، فدخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره ، فقال له: ما هذا ؟ لعلك قتلت أمير المؤمنين ! فأراد أن يقول: لا ، فقال: نعم ، فمضى ابن عمه فاشتمل على سيفه ثم دخل عليه فضربه حتى قتله).
وختم سماحته المقال بالقول " أما ابن ملجم جاء الكوفة وجعل يكتم أمره ، فتزوج قطام بنت علقمة من تيم الرباب ، مشيرا إلى أن ابن ملجم أخبرها بأمره , وهو قائم عندها ثلاث ليال , واضاف " فقالت له في الليلة الثالثة" لشد ما أحببت لزوم أهلك وبيتك ، وأضربت عن الأمر الذي قدمت له! فقال: إن لي وقتاً واعدتُ عليه أصحابي، ولن أجاوزه.
هذا وروى الثعلبي والواحدى باسنادهما عن عمار عن عثمان بن صهيب وعن الضحاك وروى ابن مردويه بإسناده عن جابر بن سمرة وعن صهيب وعن عمار وعن ابن عدي وعن الضحاك والخطيب في التاريخ عن جابر بن سمرة وروى الطبري والموصلي عن عمار وروى أحمد بن حنبل عن الضحاك أنه قال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين قاتلك، وفي رواية من يخضب هذه من هذا.